التحالف وجيش سوريا الحرّة في مواجهة ميليشيا إيران
الاستماع للمقال صوتياً
|
الحسكة – خاص وايتهاوس
بقلم سلطان ابراهيم
وسط توترات بين الفصائل التابعة لإيران والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي شرقي سوريا، يطلق التحالف تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات جيش سوريا الحرة في منطقة الـ”55 كيلو” بمنطقة التنف على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني استمرت لعدة أيام.
وعلمت مصادر وايتهاوس إن أربيك، أن التدريبات شملت أسلحة ومعدات ثقيلة وبمشاركة قوات من الجانبين على طول امتداد منطقة الـ”55 كيلو” لاختبار مدى الجاهزية القتالية والاستعداد لأي تطورات عسكرية قد تشهدها المنطقة، المحاذية لمناطق انتشار الفصائل الإيرانية ببادية دير الزور، والتي تقول المصادر إنها تشهد استنفاراً عسكرياً وتحركات وإعادة تموضع خلال هذه الفترة لاسيما في مدينتي الميادين والبوكمال شرقي دير الزور.
دعم أمريكي لجيش سوريا الحرة
مدير المركز الإعلامي لجيش سوريا الحرة عبد الرزاق الخضر، قال في حديث لمنصة وايتهاوس، إنه لا توجد تحركات جديدة وإنما عمل جيش سوريا الحرة الأخير مع التحالف الدولي يقتصر على زيادة المهارات وإظهار مدى القدرات المشتركة للدفاع عن منطقة الـ”55 كيلو” من أي تهديد كان، مضيفاً أن القوات الأمريكية تواصل دعم جيش سوريا الحرة ولم ينقطع دعمها، أما بالنسبة للأسلحة فنحن جيش والجيش يتطلب أن يزود بأسلحة من أجل حماية المنطقة التي يدافع عنها.
مشروع “الحزام العشائري السني” في سوريا
وكانت وايتهاوس، قد علمت من مصادرها، أن الولايات المتحدة تعمل على تأسيس “مشروع الحزام العشائري السني” بمشاركة مقاتلين من العشائر العربية، يضم عناصر من “قوات الصناديد” التي يقودها بندر حميدي الدهام وثوار الرقة بقيادة اللواء أحمد العثمان، والمجلس العسكري لدير الزور بقيادة أحمل الخبل وقوات جيش سوريا الحرة بقيادة العقيد محمد القاسم وتجمع أحرار العبدو وأسود الشرقية بقيادة طلال سلامة وأحمد عبد الكريم الثامر، لتتولى هذه القوات مهمة حماية الشريط الحدودي السوري العراقي وصولاً إلى معبر التنف.
وبحسب الخضر، فإنه يتم الحديث والتداول بشأن “مشروع الحزام العشائري السني”، ولكن لا يوجد أي شيء على أرض الواقع ولا يوجد إلى الآن أي تحرك في هذا الاتجاه، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي تواصل بين جيش سوريا الحرة وقوات سوريا الديمقراطية إلى الآن”.
توترات مع فصائل إيران بدير الزور
وتأتي هذه التقارير، وسط توترات تشهدها البادية والمناطق الشرقية من سوريا، تمثلت مؤخراً بتبادل القوات الأمريكية والروسية الاتهامات بشأن “استفزازات” في أجواء المنطقة، وتحركات للفصائل التابعة لإيران التي شهدت السنوات الأخيرة مناوشات وقصف متبادل بينها وبين القوات الأمريكية، كان آخرها قصف قاعدة أمريكية في حقل “كونيكو” للغاز بريف دير الزور، أسفر عن مقتل متعاقد وإصابة جنود أمريكيين، ردت عليه القوات الأمريكية بقصف مواقع للفصائل الإيرانية بدير الزور وريفها ما أسفر عن مقتل تسعة عشر عنصراً.
مدير المكتب الإعلامي لجيش سوريا الحرة، اعتبر أن “المليشيات الإيرانية” تعمل على تهديد المدنيين سواءً في الأراضي التي تسيطر عليها أو في الأراضي البعيدة من خلال صواريخها وطائراتها المسيرة والتي لا تصيب الأهداف بدقة، فهي عشوائية وتعمل الميليشيات على التغيير الديمغرافي والديني وذلك تماشياً مع مصالحها الخاصة، لافتاً إلى أن هذه “الميليشيات” استهدفت سابقاً النقطة الطبية المدنية التي تعالج المرضى، وهذا دليل على استهدافهم للمنشآت المدنية”، على حد تعبيره.
نزوح المدنيين من مناطق الفصائل الإيرانية
وفي إطار هذه التوترات، علمت مصادر وايتهاوس، أن منطقة الفصائل الإيرانية بدير الزور، تشهد خلال هذه الفترة حركة نزوح للمدنيين نحو العاصمة السورية دمشق، حيث شوهد خروج ست عشرة حافلة تقل عائلات من مدينة الميادين باتجاه دمشق، ليرتفع عدد الحافلات التي خرجت من المدينة خلال يومين إلى أربع وعشرين حافلة، خوفاً من حدوث صدام بين التحالف الدولي وتلك الفصائل، التي تنفذ تحركات وإعادة تمركز تمثلت بسحب الذخائر والطيران المسير من المستودعات ونشر عناصر بالبادية، وسط مخاوف من تعرضها لهجمات من قبل قوات التحالف الدولي.