واشنطن ’غير قادرة على فرض حظ طيران في المجال الجوي السوري’
الاستماع للمقال صوتياً
|
القامشلي – خاص وايتهاوس
تقرير سلطان ابراهيم
علمت مصادر وايتهاوس أن اجتماعا بين رؤساء وقادة عشرة أحزاب وكيانات سياسية والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا نيكولاس غرينجر في مدينة الحسكة قد التأم قبل أيام، حيث طالب المجتمعون الولايات المتحدة بفرض منطقة حظر طيران جوي لشرق الفرات.
وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الأمريكي أكد أن واشنطن تعمل على تخفيف التوتر بين أنقرة والإدارة الذاتية، لكنها غير قادرة على فرض حظر طيران في المجال الجوي السوري.
وبحسب المصادر، فإن القيادات الحزبية والسياسية، أكدت للمبعوث الأمريكي رفض الإدارة الذاتية لمخرجات البيان الختامي لاجتماع “أستانا” الأخير بالعاصمة الكازاخية بشأن سوريا، وأنه لم يتضمن أي بنود يمكن أن تكون أساس لحل سياسي سوري، وسط مخاوف من أن المسار تضمن تسويات وصفقات غير معلنة قد تقود إلى تصعيد عسكري في المنطقة وتغيير خارطة السيطرة خدمةً لأجندات الدول المتدخلة في الأزمة السورية، وأن الإدارة تشدد على أن لغة الحوار هي المخرج الوحيد للأزمة، وأنها لا تمتلك أي مشاريع انفصالية تهدد وحدة الأراضي السورية كما يتهمها البعض.
مطالبات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بفرض منطقة حظر طيران، تسلط الضوء مجدداً على استمرار التصعيد العسكري في الأراضي السورية والابتعاد عن أي مسار سياسي قد يقود إلى إنهاء الأزمة، رغم الاجتماعات والمؤتمرات المتكررة، وتعيد التذكير بالحديث عن سيناريوهات متعددة تنتظر الشمال السوري، قد تكون التحركات العسكرية أبرزها، والتي عاين السوريون على مدى أكثر من اثني عشر عاماً الكثير منها، تسببت بمقتل الآلاف وتشريد الملايين.
وزارة الدفاع التركية من جانبها، تقول إن الهجمات شمالي سوريا، تستهدف قيادات حزب العمال الكردستاني، وأنها نجحت في “تحييد” العشرات منهم خلال الأسابيع الأخيرة، كما يعرب المسؤولون الأتراك مراراً عن رفضهم لما يسمونه الدعم العسكري الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الذي تصنفه إرهابياً وتتهمه بتهديد أمنها القومي وتنفيذ استفزازات تستهدف جنودها وقواعدها.
وتفيد مصادر وايتهاوس، إنه ورغم الحديث والمخاوف من تسويات قد يتم التوصل إليها بين روسيا وتركيا في سوريا على غرار أخرى مشابهة تمت في وقت سابق، ومن الممكن أن تقود إلى سيطرة القوات الروسية وقوات النظام السوري على طريق حلب اللاذقية الدولي مقابل توسع تركي في الشمال الشرقي، إلا أن هذه التوجهات تصطدم بمعارضة إيران التي تتخوف من أي تمدد تركي، إلى جانب رفض الولايات المتحدة لأي تصعيد أو تحرك عسكري يقود إلى تقويض الاستقرار في شمال وشرق سوريا، ويهدد جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي تتشارك مع “قسد” في محاربته بعد القضاء عليه عسكرياً في آخر معاقله بريف دير الزور عام ألفين وتسعة عشر.