آخر التحديثاتأبرز العناوينبوّابة سوريا

هل تحليق الأميركية F22 في سماء سوريا لردع روسيا أم إيران؟

الاستماع للمقال صوتياً

القامشلي – خاص وايتهاوس

تقرير سلطان ابراهيم

وسط تصاعد في حدة التصريحات المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن التحركات والنشاط العسكري للطرفين في سوريا والتقارير عن استقدام القوات الأمريكية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة تشمل أسلحة نوعية، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، نشر الجيل الخامس من طائرات “إف22” في منطقة الشرق الأوسط، بسبب ما قالت إنه “تزايد نشاط القوات الجوية الروسية في المنطقة، مشيرةً إلى أن هذه الطائرات ستندمج مع قوات التحالف الأخرى على الأرض وفي الجو وبالقواعد الأمريكية المنتشرة بالمنطقة.

إعلان أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، أفادت أن الولايات المتحدة أرسلت أربع طائرات “إف22” إلى سوريا بعد التوتر المتصاعد مع روسيا هناك، وقالت قناة “كان” الإسرائيلية نقلاً عن مصادرها، إن قائد السلاح الجوي الأمريكي في الشرق الأوسط، أبلغ الجانب الإسرائيلي، إن “التحرش الروسي يمنع تنفيذ المهمات الأمريكية ضد تنظيم داعش الإرهابي وإيران في سوريا، وأن عدد المرات التي دخلت فيها طائرات روسية إلى المجال الجوي للقواعد الأمريكية في سوريا ازدادت منذ آذار/ مارس الماضي، وأن الطيارين الروس يتحرشون بالطائرات الأمريكية ويصلون إلى مسافات قريبة، وهناك إمكانية للكثير من الحوادث”.

وفي أواخر أيار/ مايو الماضي، أفادت تقارير إعلامية، أن الولايات المتحدة زودت القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدتي حقلي العمر وكونيكو في ريف دير الزور شرقي سوريا، بصواريخ “هيمارس” المتطورة، وذلك بعد أن نشرتها في قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني عام ألفين وسبعة عشر.

تحركات عسكرية ملحوظة
في المقابل أعلنت قاعدة حميميم الروسية في سوريا، رصد ما أسمته بـ”تحركات استفزازية للقوات الأمريكية في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا، وقال نائب مدير القاعدة أوليغ غورينوف في تصريحات صحفية، إن قافلتين من السيارات التابعة للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تحركت في مسارات غير متفق عليها ضمن آلية تفادي الاشتباكات في الرقة وأن طيارين من القوات الجوية الأمريكية ينتهكون بروتوكولات فض الاشتباك في سوريا ويقتربون من القوات الجوية الروسية هناك، مضيفاً أن مثل هذه التحركات تهدد توازن القوى الهش في المنطقة وأن الجانب الروسي قدم احتجاجاً رسمياً في هذا الصدد.

يأتي ذلك، في وقت أفادت مصادر مطلعة لـ”وايتهاوس إن أربيك”، أن القوات الأمريكية تقوم بتحركات عسكرية ملحوظة في شمال شرقي سوريا، في إطار جهود مواجهة الفصائل التابعة لإيران هناك، حيث اجتمع مؤخراً وفد رفيع المستوى من الجيش الأمريكي مع قائد “قوات الصناديد” المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية، بندر حميدي الدهام، في منطقة اليعربية أقصى شمال شرق البلاد، وطلب الوفد من “قوات الصناديد” التحرك بالتنسيق مع جيش سوريا الحرة المنتشر في منطقة التنف على المثلث الحدودي المدعوم من التحالف الدولي لمحاربة داعش، لمواجهة الإرهاب والفصائل التابعة لإيران وضمان أمن الحدود.

إيران تجنّد وكلاء
وكانت القوات الأمريكية أعلنت قبل أكثر من شهرين، إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة الطبقة بريف الرقة، واستقدمت إليها مواد لوجستية وكتل إسمنتية وجنود، حيث تعتبر القاعدة الأمريكية الثانية في المنطقة بعد أن أعادت واشنطن انتشار قواتها في “الفرقة 17” شمالي الرقة وأقامت هناك مهبط للطيران وثكنة عسكرية، وذلك بعد نحو ثلاث سنوات على انسحابها من المنطقة إبان الهجوم التركي على منطقتي رأس العين وتل أبيض.

التحركات الأمريكية الأخيرة في سوريا تأتي في إطار محاولات تحقيق التوازن العسكري بالمنطقة ومواجهة القوات الروسية وإيران والفصائل التابعة لها المنتشرة هناك منذ سنوات، لا سيما بعد تصاعد التوترات بين الجانبين الأمريكي والروسي بشكل ملحوظ إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا، والدعم العسكري الأمريكي للأخيرة إلى جانب كشف تقارير استخباراتية أمريكية أن إيران تجهز لتجنيد وكلاء لها من أجل شن هجمات على القوات الأمريكية بسوريا، كما أن هذه التحركات تسلط الضوء مجدداً على ما يمكن تسميته بإعادة نظر من قبل الولايات المتحدة بشأن استمرار وجود قواتها في سوريا مدة أطول وتحصين وجودها هناك، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من أغلب المناطق عام 2019، والحد من أي آثار متوقعة للتطبيع بين تركيا وسوريا من حيث إمكانية عقد صفقات أو تسويات ترسم خارطة جديدة للسيطرة يكون لروسيا وقوات النظام السوري حصة أكبر فيها، خاصةً أنها أعلنت مراراً رفضها لهذا التطبيع.

سلطان ابراهيم

إعلامي وصحافي سوري - مراسل وايتهاوس في سوريا
زر الذهاب إلى الأعلى