قتيل وجرحى من القوات الروسية بقصف تركي شمالي سوريا
الاستماع للمقال صوتياً
|
القامشلي – خاص وايتهاوس
تقرير سلطان ابراهيم
رغم أن التصعيد العسكري شمالي وشمال غربي سوريا كان سيد المشهد ولم يتوقف على مدى السنوات الماضية، سواءً بين قوات النظام وفصائل المعارضة أو بين الأخيرة و”قسد”، إلا إن وتيرة هذا التصعيد تصاعدت بشكل كبير مؤخراً، بالتزامن مع قصف شبه يومي لقوات النظام على مناطق عدة في شمال غربي البلاد.
آخر فصول التصعيد، ما أفادت به مصادر منصة وايت هاوس إن أرابيك عن مقتل عنصر من القوات الروسية وإصابة أربعة آخرين بجروح، جراء قصف مدفعي من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة استهدف دورية روسية على طريق “أم حوش – حربل في ريف حلب الشمالي.
المصادر، أوضحت أن الدورية الروسية المستهدفة، تزامن مرورها مع قصف من قبل القوات التركية والفصائل على المنطقة الخاضعة لسيطرة قسد، ما أدى لإعطاب عربة عسكرية، وسط توتر واستنفار وتحليق مكثف للطيران المروحي الروسي في سماء المنطقة.
المسيرات التركية تستهدف “قسد” شمالي سوريا
ويأتي القصف الأخير بالتزامن مع استهداف طائرة مسيرة تركية دراجة نارية قرب مدينة كوباني شمال شرقي سوريا، وبعد يومين على مقتل عنصرين من وحدات حماية الشعب الكردية وإصابة آخرين باستهداف مسيرة تركية سيارتهم قرب تل ناحية رفعت في ريف حلب الشمالي، وسط قصف شبه يومي تنفذه فصائل المعارضة على مواقع “قسد” بأرياف حلب والرقة، ما ينذر بعودة التصعيد العسكري في المنطقة، التي شهدت هدوءاً نسبياً على مدى الأسابيع الماضية.
وتشهد منطقة أرياف حلب والرقة الشمالية على خطوط التماس بين فصائل المعارضة و”قسد” انتشاراً لقوات النظام وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية بشكل متكرر بموجب تفاهمات تم التوصل إليها في تشرين الأول/ أكتوبر عام ألفين وتسعة عشر في أعقاب الهجوم التركي على رأس العين وتل أبيض، إلا أن تركيا تهدد بشكل متكرر بشن هجوم عسكري جديد للسيطرة على مناطق تسيطر عليها قسد وتطالب بإبعاد الأخيرة ثلاثين كيلومتراً عن حدودها الجنوبية.
تصعيد عسكري قبيل استئناف مسار التطبيع السوري التركي
محللون يربطون بين التطورات الأخيرة ومحادثات التطبيع بين تركيا والنظام السوري ومحاولة كل طرف تكثيف الضغوط للحصول على مكاسب وإيصال رسائل قبيل الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية كل من تركيا وسوريا وروسيا وإيران الذي يجري التحضير له في موسكو، حيث كرر رجب طيب أردوغان بعد إعادته انتخابه رئيساً لتركيا قبل أيام رفضه الانسحاب من شمالي سوريا واعتبر أن هذا الأمر غير وارد البتة، في ظل استمرار انتشار وحدات حماية الشعب الكردية على حدود البلاد الجنوبية والتي يعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه بلاده منظمة إرهابية.
من جانبها، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، بحث مع وفد إيراني في العاصمة السورية دمشق، مسألة الانسحاب التركي من الأراضي السورية وتطورات الأوضاع في سوريا، ما يشي باستمرار تمسك النظام بهذا الشرط لإتمام عملية التطبيع، وذلك بعد أن شن بشار نفسه في كلمة خلال القمة العربية بالسعودية الشهر الماضي هجوماً على ما أسماه بـ”العثمانية الجديدة” في إشارة للحكومة التركية في ظل حكم أردوغان، وحملها المسؤولية عن جميع الأزمات التي شهدتها المنطقة.
التطورات في شمال وشمال شرق البلاد، تتزامن مع أخرى مماثلة تشهدها أرياف إدلب وحماة واللاذقية بالشمال الغربي بين قوات النظام من جهة وفصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام” من جهة أخرى، في ظل اشتباكات وقصف شبه يومي يسفر غالباً عن سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب عودة الطائرات الحربية الروسية لتنفيذ غارات على المنطقة.
لكن مع كل تطورات ميدانية وتصعيد عسكري تشهده مناطق الشمال السوري، تزداد المخاوف لدى المدنيين من أعمال عسكرية جديدة، تنذر بمآسي إنسانية أخرى، على اعتبار أنهم دائماً ما يدفعون الثمن الأكبر لمثل هكذا عمليات من قتل وتدمير ونزوح، اختبروها وجربوها مراراً في مرات سابقة جعلت أكثر من نصف سكان البلاد بين نازح داخلياً ولاجئ في دول أخرى.