أمن الطاقة العالمي في بيان مجلس الطاقة الأميركي/الأوروبي
الاستماع للمقال صوتياً
|
واشنطن – وزارة الخارجية الأميركية
عقد مجلس الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اجتماعه العاشر اليوم في بروكسل برئاسة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونائب وزير الطاقة الأمريكي ديفيد م. تورك والممثل السامي للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس الاتحاد جوزيب بوريل فونتيليس ومفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون. ومثل وزير الشؤون الخارجية السويدي توبياس بيلستروم رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.
يمثل مجلس الطاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منتدى التنسيق الرئيسي عبر الأطلسي بشأن مسائل الطاقة الاستراتيجية لتبادل السياسات والتنسيق على المستويين السياسي والفني. ويواصل التنسيق عبر الأطلسي بشأن الطاقة المساهمة في استقرار أسواق الطاقة العالمية وشفافيتها من خلال تعزيز تنويع الطاقة وأمنها ودعم تدابير فعالية الطاقة وتطوير التقنيات التي تساهم في الانتقال نحو صفر صافي انبعاثات بحلول العام 2050 ومن خلال البحث والابتكار والسياسات المتوافقة والتعاون التجاري. إن تسريع انتقال الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل استهلاك الطاقة هي مفتاح تعزيز أمن الطاقة ومواجهة محاولات استخدام الطاقة كسلاح.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شريكان استراتيجيان يواصلان التزامهما بتحقيق صفر صافي انبعاثات بحلول العام 2050 وبالعمل بشكل مشترك مع المجتمع الدولي للحفاظ على الاحترار عند حد 1,5 درجة مئوية تحت السيطرة مع السعي إلى انتقال عادل وشامل للطاقة إلى الحياد المناخي.
أقر المجلس بالتكثيف غير المسبوق للتعاون والتنسيق والتبادلات بين الجانبين في سياق حرب العدوان الروسي على أوكرانيا منذ الاجتماع الوزاري الأخير للمجلس في 7 شباط/فبراير 2022، كما أقر بالدور الحاسم الذي يلعبه فريق العمل المشترك لأمن الطاقة الذي شكله الرئيسان بايدن وفون دير لاين في آذار/مارس 2022 لدعم القضاء السريع على اعتماد الاتحاد الأوروبي على الوقود الأحفوري الروسي من خلال تنويع إمدادات الغاز الطبيعي واتخاذ خطوات لتقليل تأثير القطاع على المناخ وتقليل الطلب الإجمالي على الغاز الطبيعي.
المحاور التي أقرها البيان المشترك:
مواجهة التهديدات الروسية لأمن الطاقة العالمي
كرر المجلس إدانته بشديد العبارة للحرب الروسية العدوانية غير القانونية وغير المبررة ضد أوكرانيا، والتي تسببت بمعاناة ودمار هائلين لأوكرانيا وشعبها. وتطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاتحاد الروسي بسحب كافة قواته من الأراضي الأوكرانية وحتى داخل حدوده المعترف بها دوليا. لقد تسببت الحرب الروسية أيضا بأزمة عالمية في أمن الغذاء والطاقة وبزيادات حادة في الأسعار وتقلبات في الأسواق وكان تأثيرها غير متناسب على العالم النامي والسكان الضعفاء. لقد أدت الإجراءات الروسية، بما في ذلك الهجمات المكثفة على البنية التحتية الحيوية، إلى ضغوط غير مسبوقة على سلامة أنظمة الطاقة في أوكرانيا وعملها، بما في ذلك محطة الطاقة النووية زابوريجيا، وتركت الملايين بدون كهرباء وتدفئة ومياه وقوضت السلامة والأمن النوويين.
أعاد المجلس التأكيد على أن أسواق الطاقة العالمية التنافسية والشفافة وسريعة التداول تظل حاسمة لضمان إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة وآمنة وميسورة التكلفة لأوروبا لخدمة الانتقال إلى الحياد المناخي. وتدرك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التهديدات الإلكترونية والمادية المتزايدة للبنية التحتية للطاقة ويخططان لمواصلة التعاون ذي الصلة، بما في ذلك في سياق تزامن شبكات الكهرباء في دول البلطيق مع الشبكة الأوروبية القارية. ويعتزم الطرفان مواصلة تنسيق الاستجابات الثنائية ومتعددة الأطراف للحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية ودعم انتقال الطاقة المطلوب لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، كما جددا التزامهما القوي بمواجهة كافة الجهود الرامية إلى زيادة زعزعة استقرار حالة الطاقة العالمية والالتفاف على العقوبات بشكل مباشر، وذلك من خلال اتخاذ تدابير مناسبة.
تعزيز أمن الطاقة في أوكرانيا ومولدوفا
أعاد المجلس التأكيد على أن مستقبل أوكرانيا وجمهورية مولدوفا وشعبيهما هو ضمن الاتحاد الأوروبي، كما أكد على أنه سيواصل دعم تكامل الدولتين بشكل متزايد ضمن الاتحاد. وبعد التزامن الناجح لأوكرانيا ومولدوفا مع شبكة الكهرباء الخاصة بالاتحاد الأوروبي، يعتزم المجلس مواصلة دعم التعافي السريع وإعادة الإعمار في أوكرانيا ودعم كل من أوكرانيا ومولدوفا من خلال المساعدة في انتقال الاقتصاد والطاقة النظيفة في البلدين على المدى الطويل. ويواصل المجلس دعم تكامل الدولتين مع الاتحاد الأوروبي عبر كافة قطاعات الطاقة، بما في ذلك من خلال تسريع تطوير البنية التحتية للطاقة وعمليات الترابط. ورحب المجلس بجهود الإصلاح التي تبذلها أوكرانيا ومولدوفا لتحقيق الأهداف التي تدعم ترشيحهما لعضوية الاتحاد وشجعهما على مواصلة هذا المسار، وبخاصة من خلال ضمان أن تكون المؤسسات في قطاع الطاقة شفافة وقوية ومستقلة.
يعتزم كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء مواصلة توفير مساعدات الطاقة الطارئة إلى أوكرانيا من خلال منتديات الدعم التي أنشئت في العام 2022، بما فيها منتدى تنسيق مجموعة الدول الصناعية السبع + والمجلس الاستشاري الدولي للطاقة لأوكرانيا وللدول الأخرى المتضررة إلى حد كبير في المنطقة مثل مولدوفا. وأقر المجلس بالمساهمة المهمة لصندوق دعم الطاقة في أوكرانيا الذي أنشأته أمانة مجتمع الطاقة وآلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي التي تنسقها المفوضية الأوروبية لتقديم دعم فعال وهادف لمواجهة الهجمات ضد البنية التحتية الحيوية للطاقة.
أدان المجلس التدابير الخطيرة التي اتخذتها روسيا بشأن محطة الطاقة النووية الأوكرانية زابوريجيا وأكد على دعمه الكامل لعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرامي إلى تطبيق ضمانات تساعد أوكرانيا في جهودها لإدارة السلامة والأمن النوويين في منشآتها النووية، بما في ذلك جهودها لإنشاء منطقة حماية للأمان والأمن النوويين في محطة زابوراجيا. وتدعو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بشدة إلى سحب أفرادها ومعداتها العسكرية من محطة زابوراجيا وإعادة السيطرة الكاملة على المحطة إلى مالكها الشرعي، أي أوكرانيا.
يعتزم المجلس تكثيف التعاون لتقليل الاعتماد على روسيا للحصول على المواد النووية وخدمات دورة الوقود، كما يدعم الجهود المستمرة التي تبذلها الدول المتأثرة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتنويع إمدادات الوقود النووي بحسب الاقتضاء.
تعزيز أمن الطاقة من خلال تسريع تحول الطاقة
يعتزم المجلس مواصلة تنسيق إجراءات السياسة عبر الأطلسية في المناطق المجاورة ضمن جهوده الرامية إلى تعزيز أمن الطاقة وتسريع انتقال الطاقة الدولية في آن معا.
تعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنسيق دعمهما لأسواق طاقة شفافة ومتكاملة وتنافسية في غرب البلقان، بما يتماشى مع سياسة التوسيع التي ينتهجها الاتحاد ومع الأهداف والالتزامات المناخية بموجب معاهدة مجتمع الطاقة. وأعاد المجلس التأكيد على أن الجانبين يعتزمان تعميق تعاونهما لدعم التكامل الإقليمي والاستثمارات في تطوير البنية التحتية للطاقة لتحقيق الحياد المناخي في غرب البلقان، مما سيشمل تسريع اعتماد مصادر الطاقة المتجددة بالنسبة إلى الاتحاد بشكل خاص في ضوء التطورات الأوروبية والتخلص التدريجي من الاعتماد على واردات الغاز الروسي في أسرع وقت ممكن.
أقر المجلس بأهمية العلاقات في مجال الطاقة وبخاصة دور إمدادات الغاز والطاقة المتجددة إلى الاتحاد الأوروبي من مناطق مثل جنوب القوقاز والبحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وعبرها. ويدعو الدور المحوري الذي يلعبه شركاء الطاقة الموثوق بهم في هذه المناطق إلى تعاون متبادل المنفعة بشأن أمن إمدادات الطاقة وتعزيز التعاون في البنية التحتية الحيوية.
سياسة الطاقة والتكنولوجيا والابتكار
في ضوء الضغوط الحالية التي سببتها الحرب الروسية في أوكرانيا، شدد المجلس على أن التوفير بالطاقة وكفاءة الطاقة والنشر السريع لمصادر الطاقة المتجددة هي ركائز أساسية لانتقال الطاقة. وشدد المجلس في هذا الصدد على أهمية التكنولوجيات الآمنة والمستدامة المنخفضة الكربون.
رحب المجلس بتنظيم منتدى رفيع المستوى للأعمال التجارية حول الرياح البحرية في نيسان/أبريل 2022 ونشر تقريره، كما رحب بالطاولة المستديرة للأعمال التجارية يوم 3 نيسان/أبريل، والتي كانت تهدف إلى تسهيل التجارة ونشر حلول توفير الطاقة والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
تعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا مواصلة العمل بشكل مشترك لتعزيز استثمارات الطاقة التي تساعد في التحول إلى الحياد المناخي بطريقة شفافة تعزز الطرفين، وذلك لتجنب التنافس على حد الصفر على المستوى عبر الأطلسي وحول العالم. وأشار المجلس إلى الأهمية القصوى لتنويع سلاسل إمدادات المعادن والمواد الخام الضرورية لانتقال الطاقة إلى صفر صافي انبعاثات بحلول العام 2050 وتأمينها، وعزز قيمة التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في منتديات مثل شراكة أمن المعادن ومؤتمر المواد والمعادن الحرجة وفريق عمل المعادن الحرجة التابع لوكالة الطاقة الدولية. ودعا المجلس فريق العمل المعني بسياسة الطاقة إلى استكشاف المزيد من مجالات التعاون الممكنة بهدف تحقيق أهداف الطاقة والمناخ المشتركة.
نوه المجلس بالدور الذي تستطيع أن تلعبه الطاقة النووية في إزالة الكربون من أنظمة الطاقة في الدول التي قررت الاعتماد على الطاقة النووية أو ستقرر ذلك في المستقبل. وقررت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المشاركة في تنظيم منتدى المفاعلات النمطية الصغيرة الرفيع المستوى في وقت لاحق من هذا العام حول التعاون عبر الأطلسي في مجال المفاعلات النمطية الصغيرة والمفاعلات النووية المتقدمة الأخرى.
يعتزم المجلس مواصلة تعزيز الحد من انبعاثات غاز الميثان العالمية بما يتماشى مع التعهد العالمي بشأن الميثان والإعلان المشترك من مستوردي ومصدري الطاقة بشأن الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري. ويعتزم المجلس أيضا تعزيز التدابير المحلية والدولية لزيادة المراقبة والإبلاغ والتحقق والشفافية بشأن بيانات انبعاثات الميثان في قطاع الطاقة الأحفورية، على سبيل المثال من خلال معيار شراكة النفط وغاز الميثان 2,0 (OGMP 2.0) وتطوير أداة مشتركة لتحليل دورة الحياة لانبعاثات غاز الميثان لموردي ومشتري الهيدروكربونات. ويعتزم المجلس البناء على الإعلان المشترك والعمل مع أعضائه ومع دول أخرى لتطوير مقاربة متسقة دوليا لقياس انبعاثات غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون ورصدها وإعداد تقارير بشأنها والتحقق منها بشكل شفاف عبر سلسلة قيمة الطاقة الأحفورية لتحسين دقة بيانات الانبعاثات وتوافرها وشفافيتها على مستوى الشحن والملفات والمشغل والولاية القضائية والحوض. وأثنى المجلس على المرصد الدولي للميثان باعتباره جهازا رئيسيا مستقلا لجمع بيانات انبعاثات الميثان والتحقق منها، وأقر بضرورة تطوير مخططات عالمية فعالة للحد من التسرب والتنفيس والاشتعال، على غرار مقاربة “أنت تجمع ونحن نشتري” (You Collect We Buy) التي تعود بمنفعة متبادلة. وأقر المجلس بالتقدم المشترك المحرز لناحية تطوير معايير دولية لاكتشاف التسرب وتحديد كمية انبعاثات الميثان، ورحب في هذا الصدد باتفاق التعاون بين مركزي امتياز رائدين، ألا وهما “توتل إينيرجيز لمبادرات الكشف عن الشذوذ” (TotalEnergies Anomaly Detection Initiatives (TADI)) التابع لمركز لاسك للبحوث والدراسات (Pôle d’Etudes et de Recherche de Lacq) ومركز تقييم تكنولوجيا انبعاث الميثان (METEC) التابع لجامعة ولاية كولورادو. وأشار المجلس إلى دعمه لمراكز الخبرة الأخرى التي قد ترغب في الانضمام إلى مبادرة “توتل إينيرجيز” ومركز تقييم تكنولوجيا انبعاث الميثان.
وافق المجلس على تنظيم ورش عمل مشتركة في العام 2023 حول الانتقال العادل وفقر الطاقة ومساعدات تطوير الاقتصاد والقوى العاملة للمجتمعات التي تمر بمرحلة انتقالية والمجتمعات التي تعاني من مخاطر بيئية.
بالبناء على الحوارات وأطر العمل القائمة، وافق المجلس على اعتزام الجانبين لتكثيف التعاون في مجال البحث والابتكار في مجالات (1) أبحاث الاندماج من خلال استكمال شروط اتفاقية نموذجية جديدة للمشروع وتحديد خطة عمل متعددة السنوات و(2) قدرات النمذجة المتبادلة لمسارات الانتقال إلى الحياد المناخي من خلال زيادة التوافق وإمكانية المقارنة بين البيانات والنماذج ذات الصلة.
التعاون متعدد الأطرافنوه المجلس بالتقدم المحرز في المبادرات متعددة الأطراف ويعتزم مواصلة مناقشة المواضيع الاستراتيجية وتنسيق المواقف قبل الفعاليات الرئيسية متعددة الأطراف. لقد مهدت العلاقة المتينة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الطريق لمزيد من الإجراءات الطموحة في مجال المناخ والطاقة العالمية، بما في ذلك في المنتديات الدولية مثل مؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ ومجموعة الدول الصناعية السبع ومجموعة العشرين ووكالة الطاقة الدولية والاجتماع الوزاري حول الطاقة النظيفة ومهمة الابتكار (Mission Innovation) والشراكة من أجل الطاقة عبر الأطلسي والتعاون المناخي والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، بما في ذلك من خلال تعزيز “شراكات انتقال الطاقة العادلة” مع دول ثالثة والاندماج من خلال كل من اتفاقية المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي وأبحاث الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية. وتعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تكثيف العمل المشترك من أجل جعل كفاءة الطاقة أولوية عالمية.