11 إجراء رادع على الغرب اتخاذه في حال استخدم بوتين سلاحاً نووياً
الاستماع للمقال صوتياً
|
مقال رأي بقلم جيمس ستافريديس
نقله إلى العربية المهندس بسام أبوطوق
بينما يراقب فلاديمير بوتين ارتفاع حصيلة قتلاه في أوكرانيا وتصاعد أرقام فواتير المعدات المدمرة، يزداد يأسه وتتحول أفكاره إلى خيارات أخرى. فها هو يطلق حملة قصف واسعة موجهة ضد البنية التحتية الأوكرانية الحيوية وعلى رأسها شبكة الكهرباء، في موازاة تهديد حياة المدنيين بانقطاع التيار الكهربائي وانخفاض درجات الحرارة في منازلهم.
وكما فشل هجومه الأرضي التقليدي، من المرجح أن يفشل هذا التكتيك. ومثلما رد البريطانيون بروح معنوية عالية وتصميم على قصف الطائرات النازية في الحرب العالمية الثانية، سيستمر الأوكرانيون في الالتحام حول زعيمهم فولوديمير زيلينسكي، وقبل كل شيء سيستمرون في الدفاع عن وطنهم، ولكن عندما يدرك بوتين أنه لا يستطيع الفوز بالمسيرّات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي، قد يفكر بجدية في استخدام سلاح نووي تكتيكي أو “قنبلة قذرة” مشعة وهذا احتمال حقيقي، فماذا يجب أن يفعل الغرب إذا اختار أن يفعل ذلك؟
قبل أيام قليلة، وفي خطوة غريبة، تواصل وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، مع العديد من نظرائه في الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. لقد طرح كذبة منافية للعقل، مدعياً أن لديه أدلة على أن الأوكرانيين كانوا يستعدون لاستخدام “قنبلة قذرة” في وقت قريب وهي ببساطة متفجرات كبيرة ممزوجة بمواد مشعة تنثر النشاط الإشعاعي حول منطقة كبيرة، على الرغم من أن التأثيرات المميتة في الواقع ممكن أن تكون محدودة نسبيا. وكان وزراء الناتو محقين في الدفع بقوة، بما في ذلك إصدار بيان مشترك ينفي وجود مثل هذه الخطة.
يتبع الكرملين هنا المسارات المعروفة لعملية “العلم الزائف” الكلاسيكية، مما يعني أنه سيفجر مثل هذا السلاح، ثم يشير بإصبع الاتهام إلى الأوكرانيين. لقد فعل الروس وشركائهم في النظام السوري ذلك بالضبط في سوريا، حيث استخدموا الأسلحة الكيماوية ضد خصومهم ثم اتهموا الثائرين السوريين والولايات المتحدة بزرعها أو حتى استخدامها بنشاط بأنفسهم، بالإضافة إلى ذلك يواصل بوتين التحدث علنا عن استخدام سلاح نووي تكتيكي، وهو جهاز أكثر خطورة يهدف إلى تدمير الكتل في المدن وتشكيلات القوات الكبيرة. ويشجعه المعلقون الروس من اليمين المتطرف بشكل متواصل على القيام بذلك.
إذا صار بوتين يائسا بدرجة كبيرة وتعرّض لضغوط متزايدة من اليمين الروسي المتطرف الذي يطالب بضغط أقوى على أوكرانيا وبتحدي الغرب باستخدام سلاح مشع (إما قنبلة قذرة أو سلاح نووي تكتيكي)، يجب على الغرب في حينها الرد بقوة وعلى الفور بالإجراءات التالية:
1- يدين استخدام روسيا للأسلحة النووية، وهو الاستخدام الأول منذ الحرب العالمية الثانية.
2- يقدم أدلة لا جدال فيها على أن الإشعاع هو نتيجة نشاط روسي.
3- يطالب بطرد روسيا من مجلس الأمن، مروراً بالجمعية العامة للأمم المتحدة للتغلب على الفيتو الروسي.
4- يدفع الصين والهند والدول الأخرى “ذات التصويت المتأرجح” لإدانة بوتين وقطع التجارة مع روسيا.
5- يصادر جميع الأصول المالية الروسية التي تقع تحت يد الغرب، والتي تبلغ حوالي 300 مليار دولار، للاستخدام الصريح في إعادة إعمار أوكرانيا.
6- يسلّم الطائرات المقاتلة من الحقبة السوفيتية من طراز MIG-29 (في أيدي البولنديين حاليا) إلى الأوكرانيين على الفور، حيث يقودها طياروها بالفعل بكفاءة عالية. في حال هذا السيناريو، ستعيد الولايات المتحدة فورا طائرات F-16 إلى وارسو.
7- يقدّم إلى الأوكرانيين طائرات مقاتلة من طراز F-16 الأمريكية، وخاصة بعض المحدثة منها. وهي سهلة الطيران نسبيا، وفاعلة جدا في كل من سيناريوهات جو-جو وهجمات جو-أرض. وتقوم الولايات المتحدة بتدريب كادر من الطيارين الأوكرانيين، وربما نقلهم إلى قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا.
8- يرفع درجة الإمداد بأنظمة صواريخ دفاعية أرض-جو متطورة، ربما أنظمة هوك القديمة، ولكن أيضا باتريوت الحديث (مساحة واسعة، سهل التدريب للعمل نسبيا) والقبة الحديدية (تم تطويرها بالاشتراك مع إسرائيل، أنظمة دفاع ممتازة لاستخدامها في المناطق الكبيرة المراكز السكانية والبنية التحتية الحيوية).
9- يقيم منطقة “حظر طيران” تابعة لحلف الناتو لدعم القوات الجوية الأوكرانية، باستخدام طائرات الناتو التي تعمل من القواعد البولندية والألمانية.
10- يركّز على المتابعة والرد في عالم الإنترنت، ولا سيما ملاحقة القدرات العسكري الروسية بقوة.
11- يستهدف الأسطول الروسي في البحر الأسود بشكل مباشر وعلني، ويقوم بتزويد أوكرانيا بالاستخبارات وصواريخ كروز بعيدة المدى لإغراق أكبر عدد من السفن الحربية عالية القيمة.
يجب إبلاغ بوتين بكل هذه الإجراءات من الآن، حتى يفهم أن رد الفعل على استخدامه للأسلحة المشعة سيكون سريعا وهائلاً.
الشيء الوحيد الذي لا ينبغي أن يفكر الغرب فيه هو الرد بالمثل بالقدرة النووية لحلف الناتو، على الرغم من أن الحلف لديه مثل هذه الوسائل وأجرى تدريباته السنوية مؤخرا لإظهار هذه القدرة، يجب تجنب المزيد من التصعيد النووي بأي ثمن.
تسير الحرب في أوكرانيا بشكل سيء بالنسبة لبوتين، لكن يجب عليه أن يفهم أن الأمر سيذهب بشكل سيء أكثر- أضعافا مضاعفة- إذا وصل لمستوى استخدام سلاح نووي مشع من أي نوع.
المصدر: Time Magazine