الأزمة العراقية.. إلى أين ؟
الاستماع للمقال صوتياً
|
كتبت الجوهرة بنت فهد بن جغيمان
خاص وايتهاوس إن أرابيك
بعد مرور تسعة أشهر على الإنسداد السياسي في العراق، أتى إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن إعتزاله العمل السياسي عبر تغريدة له في تويتر والتي لمح بها إلى تهديد حياته بالخطر، وأعقبها اقتحام مؤيدي التيار الصدري إلى مقر البرلمان العراقي وقد واجهوا رداً عنيفاً من الحشد الشعبي الذي بادر بتصعيد الصدام واستخدام السلاح الحي ضد المعتصمين.
فهل العراق مقبل على حرب أهلية (شيعية /شيعية)؟
يتبادر هذا السؤال إلى الذهن، وعن تبعات هذه النزاعات السياسية التي نزلت إلى الشارع العراقي وفجرت الفوضى فيه، وما هو أثر هذه الحرب على باقي الطوائف والأحزاب السياسية العراقية، وهل هناك كلمة فصل لرؤوس الطوائف العراقية لتهدئة الوضع؟
مما لا شك فيه أن أي فوضى تضرب أي نظام سياسي ستمس جميع التيارات والأحزاب سواء بالسلب أو الإيجاب. فمن المستفيد من هذه الفوضى وهل مقتدى الصدر مضطر إلى هذا التصعيد؟
نرى في الأزمة العراقية اليوم تصارع الأحزاب السياسية رغم وحدة مذهبها، فلم تعد المذهبية هي أساس الخلاف بل أصبحت السلطة السياسية هي محور الخلاف.
فعقب الإحتلال الأمريكي للعراق وسقوط حكومة صدام حسين، تم الإتفاق على تشكيل حكومة متعددة الطوائف والأعراق، وهي الحكومة التي لا يمكن الرّهان على نجاحها أو إستقلالها عن أي متحكّم خارجي يسعى إلى مصالحه في المنطقة بعيداً عن مصلحة العراق وأهله.
قد تتجه العراق إن استمرت هذه الأزمة السياسية إلى ثلاثة مسارات، أولها استقرار هشّ يسير وئيداً على خطى أزمات اقتصادية وأمنية سرعان ما ستتحول إلى إنهيار حكومي وسياسي شامل. كما أنها قد تتجه إلى حرب طائفية طويلة ستبدأ من كونها شيعية – شيعية إلى أن تتفرع لتصبح حرب شيعية – سنية وعربية- كردية، تنتهي – كما وعد التاريخ – بانقسام العراق إلى دويلات متناحرة. والاحتمالا الثالث هو أن تنتهي هذه الأزمة بعودة التيار الصدري إلى الحوار وإلى مقاعدة في البرلمان بمبادرة سيستانية لرأب الصدع الشيعي- الشيعي في العراق.
تتصاعد الأصوات الدولية بالدعوة إلى ضبط النفس وترجيح المصلحة الوطنية للعراقيين على أي نزاع سياسي طائفي. ولكن، هل تستجيب الأحزاب السياسية، أم تستمر في نزاعها بغية السيطرة على الحكومة؟ وهل ستترك إيران الأمور تجري خلاف ما ترغب حيث ترى العراق مجرد ورقة رّهان لها في المنطقة لا تتحمّل خسارتها، مع استبعاد تواجد أي ردع أمريكي عسكري على الساحة العراقية بعد الانسحاب؟