من تل أبيب إلى جدّة.. رحلة السلام على الطريقة الأميركية
الاستماع للمقال صوتياً
|
بقلم كاثرين لوسي وأندرو ريستوتشيا
القدس – وول ستريت جورنال
ترجمة وتحرير وايتهاوس ان أرابيك
وصل الرئيس بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء في مستهل رحلة إلى الشرق الأوسط تأمل إدارته أن تعزز العلاقات الأمريكية في المنطقة، لكن من المرجح أنها قد تسفر عن تقدم محدود فيما يتعلق بالأولويات الأمريكية.
قال بايدن بعد فترة وجيزة من هبوطه في مطار بن غوريون في رحلته العاشرة إلى البلاد خلال مسيرته السياسية التي امتدت لعقود: “العلاقة بين الشعب الإسرائيلي والشعب الأمريكي عميقة للغاية”. هذه كانت زيارته الأولى لإسرائيل كرئيس للولايات المتحدة.
يائير لابيد، رئيس وزراء تصريف الأعمال الإسرائيلي قال حال وصول بايدن: “نحن ببساطة سعداء برؤيتك، سيدي الرئيس، الفرح البسيط والحقيقي لرؤية صديق جيد مرة أخرى”.
صوّر المسؤولون الأمريكيون الرحلة التي سستغرقت أربعة أيام إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية على أنها فرصة لتقوية العلاقات وتعزيز الاستقرار، بما في ذلك التقريب بين البلدين اللذين يزورها، إلى جانب مواجهة التهديدات من إيران. لكن حلفاء الرئيس قلقون من أنه قد ينتهي دون إحراز تقدم كبير في قضايا الطاقة أو حقوق الإنسان ويعود خالي الوفاض إلى حد كبير إلى الولايات المتحدة، حيث يعاني من معدلات تأييد منخفضة وأسعار مرتفعة قبل انتخابات التجديد النصفي.
لقد سعى مسؤولو البيت الأبيض إلى خفض التوقعات عما يمكن إنجازه خلال الرحلة، زاعمين أن الأمر قد يستغرق شهورا أو أكثر للتوصل إلى اتفاقيات لمعالجة ارتفاع أسعار الطاقة وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل ودول في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، للصحفيين المسافرين مع الرئيس “إن بايدن يعتزم إظهار تقدم ملموس خلال الرحلة بشأن قضايا مثل الأمن الإقليمي”، لكنه رفض شرح كيفية تعريف الإدارة للنجاح المرتقب. وأضاف السيد سوليفان “إن الرئيس سيناقش ضمان وجود إمدادات كافية من الطاقة في الأسواق العالمية ومستدامة بمرور الوقت، مما يعني وجود طاقة فائضة كجزء من المعادلة”.
وأفاد مسؤولون في إدارة بايدن أنه من المتوقع أن يستخدم بايدن المرحلة الأولى من رحلته للإعلان عن الدفاع والمساعدة للمستشفيات الفلسطينية، وكذلك للتأكيد على التحالف الأمريكي مع إسرائيل.
تولى السيد بايدن منصبه واعدا بالتركيز المستمر على الصين، لكن الحرب الروسية في أوكرانيا أدت إلى تفاقم الزيادات في أسعار النفط وتحويل الانتباه إلى الشرق الأوسط الذي لم يكن الرئيس قد جعله محور تركيز سياسته الخارجية.
فبعد أن وعد خلال حملته الرئاسية بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة” على المسرح العالمي، حوّل بايدن تركيزه بشكل متزايد نحو المملكة وتأثيرها الكبير على أسواق النفط العالمية التي ارتفعت في أعقاب حرب أوكرانيا.
وقد قال جوناثان شانزر، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ، وهو معهد أبحاث غير حزبي يركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية: “إنه لأمر مدهش ما ستفعله أزمة الطاقة بشأن التعامل مع البلدان المنتجة للطاقة”. ووصف النهج تجاه السعودية بأنه عودة إلى “العلاقة الأمريكية السعودية المبنية على الضمانات الأمنية الأمريكية مقابل الإمداد الثابت للنفط بأسعار معقولة”.
في المحطة الأولى من الرحلة من المقرر أن يلتقي الرئيس بايدن مع يائير لابيد والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة في البلاد.
وتلقى بايدن حال وصوله مطار بن غوريون إحاطة عن قدرات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية يوم الأربعاء وزار نصب ياد فاشيم للمحرقة. ويوم الخميس، سيشارك في لقاء افتراضي مع قادة إسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة.
قال مسؤول أمريكي إنه من المتوقع أن تعلن إدارة بايدن عن محادثات جديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل للمشاركة في تطوير الشعاع الحديدي، وهو نظام ليزر تجريبي على هيئة درع ضد الهجمات المدعومة من إيران. وقال مسؤولون مطلعون إن بايدن يخطط هذا الأسبوع أيضا للتوقيع على إعلان مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل يروج للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذا سيشمل التزاما بمنع إيران من بناء أسلحة نووية، وتعزيز التعاون الإقليمي، وضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة.
لن تركز زيارة بايدن على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقدر ما تركز على اندماج إسرائيل العميق في بقية العالم العربي ، وهو جزء من إعادة تشكيل أوسع جارية في المنطقة. فبايدن يأتي إلى إسرائيل في الوقت الذي توجد فيه حكومة تصريف أعمال، مع تحديد موعد الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام.
ولكن كانت هناك بالفعل دلائل على أن أحد أكثر أهداف الإدارة طموحا سيكون في تشكيل شراكة دفاع جوي إقليمية مع إسرائيل ودول عربية أخرى لحماية الدول من تهديدات إيران.
وقالت مصادر مطلعة إن بعض الدول العربية المشاركة في المناقشات أثارت مخاوف بشأن الشراكة. على الرغم من أن إسرائيل تعمل بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى مع الدول العربية ، إلا أن الدول المشاركة في المحادثات كانت متباينة ومتضاربة في كثير من الأحيان.