فيتو روسي جديد لمنع المساعدات عن الشعب السوري
الاستماع للمقال صوتياً
|
وايتهاوس ان أرابيك/ وكالات
رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدمته النرويج وإيرلندا لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لعام واحد عبر الحدود، بدون موافقة دمشق، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض ولم تقبل سوى تمديده لستة أشهر.
هذا وتنتهي صلاحية التفويض ساري المفعول منذ العام 2014، والذي يسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية لأكثر2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة جماعات جهادية ومعارضة.
أيدت 13 دولة من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن مشروع القرار. واختارت الصين هذه المرة الامتناع عن التصويت، بعد مجاراتها روسيا في الماضي لجهة استخدام حق النقض، الأمر الذي رحب به الغربيون.
وأسفت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للموقف الروسي، منوهة أن المشروع هو “نص تسووي” اقترحته النروج وإيرلندا، موضحة أن ستة أشهر لا تكفي لضمان إيصال مساعدة جدية للسكان ومؤكدة أن الأمر يتطلب “جدولا زمنيا واضحا”.
وأدلت أمام مجلس الأمن برسالة قوية ومؤثرة جاءت كالتالي:
هذا يوم أسود أسود في مجلس الأمن الدولي.
يسهل أن تغيب عن بالنا عواقب تصويتنا على أرض الواقع فيما نجلس في هذه القاعة المنمقة، ولكن تأثير هذا التصويت سيكون سريعا وخطيرا على 4,1 مليون شخص في شمال غرب سوريا على بعد خمسة آلاف ميل من هنا.
نتيجة لتصويت عضو من أعضاء هذا المجلس، ستضطر المستشفيات إلى رفض استقبال المرضى لأنها لن تمتلك الإمدادات والأدوية اللازمة، ومن المرجح أن تغلق المدارس أبوابها وتحرم الأطفال من التعليم ومن مستقبل أكثر إشراقا. سيتم قطع المساعدات الغذائية التي يعتمد عليها 85 ألف شخص للبقاء على قيد الحياة، كما ستنقطع حزمات الكرامة المنقذة للحياة عن 250 ألف امرأة وفتاة، وستتوقف شحنات العلاجات الحيوية على غرار “Plumpy’nut”ستتلاشى الآمال.
هذه ليست بلحظة نفحص فيها كلماتنا. لطالما قلت إن هذه مسألة حياة أو موت، ومن المؤسف أنه ثمة من سيموتون بسبب هذا التصويت وبسبب الدولة التي استخدمت حق النقض بلا خجل اليوم.
كانت إعادة التفويض بمثابة الحد الأدنى المطلوب وكان هذا القرار أصلا تسوية قصوى. لا يمكن أن نتفهم أن يكون أحد أعضاء مجلس الأمن، أي روسيا، قد وضع مصالحه السياسية الخاصة فوق الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري. كانت هذه لحظة مناسبة لإنقاذ الأرواح وتولي القيادة بمسؤولية، ولكن فشلت دولة في القيام بذلك.
إن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة ميدانيا قد أشارت بوضوح إلى أن آلية الأمم المتحدة العابرة للحدود هي الطريقة الوحيدة الأكثر فاعلية لإيصال المساعدات إلى سوريا، وقد شهدت مرتين حتى الآن على فعالية هذه الآلية بأم العين.
حضرة الزملاء، لقد فشلنا اليوم ولكنني أرفض أن تنتهي القصة على هذا النحو. يواجه الشعب السوري بسبب تصويت اليوم خطر الحصول على مساعدات أقل، مما يؤدي إلى المزيد من المعاناة. وسنشهد قدرا أقل من الشفافية التي يدعي أحد أعضاء المجلس أنه يريدها. وسيكون ذلك بفعل الخطأ الذي ارتكبه عبر حق النقض المستخدم اليوم.
ليس من مصلحة أحد، بما في ذلك روسيا، أن تنتهي فترة سريان القرار رقم 2585، لذا الولايات المتحدة مستعدة لمواصلة المحادثات حول هذه القضية حتى نجد طريقة لتمديد التفويض عبر الحدود.
رأيت اليأس في عيون عدد لا يحصى من السوريين عندما زرت المنطقة الشهر الماضي، وقد وعدت عمال الإغاثة واللاجئين الذين التقيت بهم بنقل يأسهم وبذل قصارى جهدي لتجديد هذا القرار وإعطائهم المساعدة التي يحتاجون إليها.
سأفي بوعدي. سأواصل العمل على هذه المسألة، وأدعو جميع الحاضرين هنا إلى أن يحذوا حذونا.
ومن المعلوم أنه قد عمدت موسكو في الأعوام الأخيرة إلى استخدام حق النقض مرارا فيما يتعلق بالأزمة السورية. وفيتو الجمعة هو السابع عشر الذي تلجأ إليه منذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011.
ومارست عشرات المنظمات غير الحكومية ومسؤولون كبار في الأمم المتحدة ضغوطا في الأسابيع الأخيرة على أعضاء مجلس الأمن لتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لعام إضافي.
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة أن “الفيتو الروسي المشين ضد المساعدة عبر الحدود في شمال غرب سوريا يظهر أن ازدراء المسؤولين الروس بالحياة الإنسانية يمكن أن يبلغ مستوى قياسيا جديدا”، داعية مجلس الأمن إلى بذل جهود إضافية لبلوغ اتفاق.
للاطلاع على النص الأصلي لخطاب السفيرة الأمريكية غرينفلد توجّه إلى صفختنا الانكليزية على الرابط:
Remarks at the UN Security Council Stakeout Following Russia’s Veto over Aid to Syria (whia.us)