الناتو في عهده الجديد
الاستماع للمقال صوتياً
|
تقرير فريق بوّابة العراق
أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” في قمة مدريد، عن مفهوم استراتيجي جديد للحلف للسنوات العشر المقبلة، يتضمن المفهوم زيادة حجم قوات الناتو للتدخل السريع إلى 300 ألف جندي، وزيادة الدعم لأوكرنيا على المدى القريب والبعيد، ونشر قوات إضافية قوية وجاهزة للقتال على الجناح الشرقي لأوربا. كما تعهد الحلف بزيادة الدعم السياسي لأوكرانيا بتقوية حزمة المساعدات، وتحسن دفاعات أوكرنيا السيبرانية وإعادة البناء.
تحدث جون كيربي منسق مجلس الأمن الوطني للإتصالات الإستراتيجية، عن القرارات المتخذة بعد عدة أشهر من جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لدعم الجناح الشرقي لحلف الناتو.
“منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أمر الرئيس الأمريكي بنشر أو تمديد أكثر من 20000 من القوات الإضافية إلى أوروبا إستجابة للأزمة، في جميع المجالات – الجوية ، والبرية، والبحرية، والسيبرانية، والفضاء، مجموعة كاملة من القدرات العسكرية الأمريكية – والتي أرتفع عددها ووصل إلى 100000 من أفراد الخدمة في جميع أنحاء أوروبا”.
“بالإضافة إلى مجموعة حاملات طائرات هجومية، وأسراب مقاتلة إضافية، وفريق قتالي لواء مشاة ، وفريق قتالي لواء مدرع، ومجموعة من القدرات التمكينية التي تزامنت مع ذلك، ومجموعة استعداد برمائية، كما أمر بايدن بوضع قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي في حالة تأهب وإستعداد قصوى”.
“تأتي أهمية قمة مدريد، بزيادة عدد الدول في التحالف إلى 32 دولة، بعد دعوة كلًا من فنلندا والسويد إلى الإنضمام. وزيادة الموارد من كل من الدول الأعضاء من حيث إنفاقها الدفاعي، مشاركة قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وجمهورية كوريا في القمة”.
بسؤال كيربي، عن إتفاقية الناتو مع روسيا، وضرورة إخطار موسكو بالتغيرات على الأرض ، قال: إنه “لا ضرورة لإبلاغ روسيا بالعدد المحدد للجنود الجدد، واستشهد بزيادة عدد الجنود الأمريكيين في أوربا خلال الأشهر الماضية، من حوالي 80.000 إلى 100.000 جندي، معظمهم، على أساس التناوب المؤقت، ولم يكن هناك شرط للإخطار، ولم يكن هناك اتصال مع موسكو بشأن هذه التغييرات”.
أشار كيربي كذلك، إلى أن “حلفاء الولايات المتحدة، قلقون بشأن العلاقة المتنامية والمزدهرة بين روسيا والصين”، كما تحدث عن “ممارسات الصين التجارية غير العادلة، واستخدام العمالة القسرية، وسرقة الملكية الفكرية، وأنشطتهم القسرية ليس فقط في المحيطين الهندي والهادئ، ولكن في جميع أنحاء العالم”.
شارك في الحوار ايضا، سيليست ويلاندر، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، إذ قال: إن “قرارت القمة اليوم تعكس اعتراف حكومة الولايات المتحدة، بأن البيئة الأمنية قد تغيرت، في منطقة الناتو، وأن دول الجناح الشرقي الثمانية (إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، بولندا، سلوفاكيا، رومانيا، المجر بلغاريا)، تواجه تهديدًا متزايدًا من القيادة الروسية التي أبدت استعدادها وقدرتها على شن هجمات عسكرية على البلدان المجاورة”.
“القرارات التي وضعها جو ستساعد في إنشاء قدرة ردع أقوى وتزويد القدرة الدفاعية، لتجعلها أكثر استدامة ومصداقية في القتال في العديد من النواحي الهامة وخاصة دول الجناح الشرقي الثمانية”.
“بعد قرار الإحتفاظ بوجود فريق “اللواء القتالي” The brigade combat team (BCT) في كل من بولندا، ورومانيا، ستكون الولايات المتحدة قادرة على الحفاظ على جدول تدريب صارم لهؤلاء الحلفاء، وستتمكن القوات الأمريكية المتناوبة في أوروباعلى الحفاظ على مستوى استعداد عالي للغاية، وهو أول إطار حول أهمية (BCTs) في بولندا ورومانيا. وهو ما يزيد من قدرة الولايات المتحدة في الحفاظ على وجود الحلف في الجناح الشرقي وخاصة دول البلطيق الثلاثة: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
“تعد بولندا حليف قوي في الناتو، لقد اتُخذت قرارات خاصة بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي لها، وزيادة قدرتها القتالية، وتحديث قواتها الدفاعية، كما اتُخذ قرارُ بشأن زيادة عدد المدمرات من أربعة إلى ستة في إسبانيا”.
ورفض ويلاندر تحديد أرقام إجمالية لعدد القوات الأمريكية الجديدة التي ستتواجد في أوربا، لأسباب تتعلق بالأمن والتخطيط التشغيلي.
بالنسبة لتركيا، فلابد من الإشارة بأن “وزارة الدفاع الأمريكية، تدعم و بشكل كامل خطط تركيا لتحديث أسطولها من طراز F-16، فتركيا حليف استراتيجي في (ناتو) يتمتع بقدرات عالية، والقدرة الدفاعية التركية تساهم في تعزيز القدرات الدفاعية القوية لحلف شمال الأطلسي”.