الاستماع للمقال صوتياً
|
حشدت روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا. وكذا يطالب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بضمان عدم انضمام أوكرانيا أو جورجيا إلى حلف الناتو، وهكذا يبدو واضحاً لنا أن روسيا لا تزال منافساً جيوسياسياً.
بالطبع يؤسفني ذلك، لكنني آسف أيضاً لأن الغرب يبدو منقسماً ومرتبكاًً ولا يعرف كيف يتعامل مع التحدي الذي يطرحه الرئيس بوتين.
فالعلاقات بين الناتو من جهة وأوكرانيا وجورجيا من أخرى، تعود إلى أوائل التسعينيات، وتطورت منذ ذلك الحين إلى شراكات جوهرية مع الناتو. ليست هناك فرصة لأوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الناتو في المستقبل المنظور، لكن يتعين على الناتو دعم سيادة البلدين ووحدة أراضيهما داخل الحدود المعترف بها دوليا.
أنا أنتمي إلى أولئك الذين يتخوفون من إعطاء الأوكرانيين والجورجيين وعوداً كاذبة بأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على استعداد للدفاع عنهم إذا كان الرئيس بوتين سيتهوّر ويقوم بغزوها. لا يمكن للغرب أن يتسامح مع غزو روسي، لكن من الواضح أيضاًأن أوكرانيا وجورجيا ليستا السويد أو فنلندا، والغرب ليس له مصالح حيوية أمنية في أوكرانيا وجورجيا. لذلك، من مصلحة الجميع ضمان حل دبلوماسي.
لن تسمح القوى العظمى أبداً بعدو على حدودها، لكن الناتو ليس عدوًا لروسيا، ولم يُظهرالناتو يوماً أي نية لنشر الصواريخ على طول الحدود الروسية. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة رفضت منذ وقت طويل مواقع الصواريخ النووية التي بناها الاتحادالسوفيتي في جزيرة كوبا عام 1962، إلا أن كوبا ظلت مستقلة بعلاقاتها القوية مع الدول الشيوعية، وكذلك الأمر بالنسبة لأوكرانيا وجورجيا.
لهذا السبب تقف الدانمارك وبقية دول الاتحاد الأوروبي جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة. كما أنني أكن احتراماً كبيراً لحقيقة أن وزير خارجية الدانمارك قد سافر إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي لتأكيد دعمنا لأوكرانيا.
يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الرد بشكل حاسم إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا أو جورجيا، ولكن على النحو الأمثل، سيتم حل هذه الأزمة دبلوماسياً. أنامتأكد من أنه ستكون هناك اتصالات جديدة بين موسكو وواشنطن بشأن الضمانات الأمنية في الأيام المقبلة. دعونا نأمل أن يكون الغرب حازماً، وأقل انقساماً، ليوضح لبوتين أننا لا نريده عدواً لنا.
الشيوعيون في الصين هم أكبر وأخطر التهديدات لمجتمعنا الحر والمفتوح.