حسابات بوتين الخاطئة
بقلم ناصر خضر- عضو البرلمان الدنماركي - عضو هيئة تحرير وايتهاوس ان أرابيك
الاستماع للمقال صوتياً
|
يراهن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أن الغرب لا يمكنه أن يتحد في رد مشترك على الغزو الروسي لأوكرانيا.
أنا أفهم تلك المقامرة. فألمانيا أغلقت مفاعلاتها النووية وتعتمد بشكل متزايد على واردات الطاقة الروسية، والرئيس إيمانوال ماكرون يلهث لإظهار القيادة ويركز طاقته وتصميمه على الفوز في انتخابات أبريل في فرنسا.
يميل الرئيس بوتين أيضا إلى تناسي أن أوروبا أعرض من ألمانيا وفرنسا، وكما قال وزير دفاع أمريكي ذات مرة: “أعتقد أن هذه هي أوروبا القديمة”. قد يكون المحرك الفرنسي الألماني معطَلاً، ولكن تم تشغيله من قبل، وسيعود مرة أخرى إلى الدوران في الفلك الأوروبي وبقوة.
يرتكب بوتين خطأً فادحاً معتقداً أن الغرب لا يمكن أن يتحد في رد مشترك على الغزو الروسي لأوكرانيا.
هذا الأسبوع، اقترحت المفوضية الأوروبية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، حزمة مساعدات مالية بقيمة 1.4 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في التخفيف من آثار الصراع مع روسيا. أوروبا تحشد، وقد يكون هذا الحشد يتم بهدوء، لكنها تحمل عصا غليظة لحين الحاجة.
في سياق الحشد العسكري الروسي المستمر في أوكرانيا وبالقرب منها، أرسلت بلدي الدنمارك أربع طائرات مقاتلة من طراز (اف – 16) لنشرها في ليتوانيا ودعم مهمة الشرطة الجوية المعززة لحلف شمال الأطلسي في دول البلطيق.
ليتوانيا عضو في الناتو على الحدود مع روسيا، ويأتي نشر الدنمارك للطائرات المقاتلة الأربع بعد أسابيع فقط من زيارة وزير الخارجية الدنماركي، جيبي كوفود، لأوكرانيا للاحتفال بدعم الدنمارك لأوكرانيا. وستعمل الطائرات وما يصل إلى 70 عنصراً من قاعدة سياولياي الجوية، وتحلّق في طلعات جوية لحماية المجال الجوي فوق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
ستنضم طائرات اف – 16 الدنماركية إلى مثيلاتها الطائرات بولندية والبلجيكية في المنطقة. كما تخطط إسبانيا وفرنسا وهولندا أو تفكر في إرسال قوات أو طائرات أو سفن إلى أوروبا الشرقية.
كما أدى موقف روسيا المهدد لأوكرانيا إلى قيام السويد، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ولكنها ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي، لإرسال قوات إلى جزيرة جوتلاند الواقعة على بحر البلطيق، وذلك إثر زيادة النشاط البحري الروسي في المياه القريبة. تقع الجزيرة في موقع استراتيجي قبالة سواحل كالينينغراد الروسية.
ربما يكون الغرب منقسماً ومربكاً عندما حشدت روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا، لكن هذا الانقسام يتراجع ببطء ولكن بثبات.