د. الشليمي: حربنا على الفساد طالت الكبار
الاستماع للمقال صوتياً
|
واشنطن – حوار خاص
Figure of the Week -WHIA
اختيار منصة البيت الأبيض بالعربية لشخصية الأسبوع وقع على الدكتور فهد الشليمي، الخبير الأمني والاستراتيجي الكويتي اللافت، والمحلل السياسي، والعقيد المتقاعد الذي يتمتع بخبرة تزيد عن 25 عامًا في الجيش الكويتي.
يحمل الدكتور الشليمي درجة الدكتوراه في التخطيط الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب، إلى جانب العديد من الدرجات المتقدمة في الإدارة العامة والخدمة العسكرية وإدارة أنظمة المعلومات من جامعات مرموقة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والكويت.
لعب أدوارًا محورية في مشاريع التخطيط المدني والعسكري، ويعمل خبيرًا أمنيًا في الأمم المتحدة في الكويت، ويستمر في المساهمة كمحاضر في المؤسسات العسكرية والأكاديمية على مستوى العالم.
نتطلع في منصة البيت الأبيض بالعربية إلى مناقشة أفكاره حول مستقبل الكويت ودوره على الساحة العالمية
إليكم الحوار الذي أجراه مراسل البيت الأبيض بالعربية من نيويورك، دين عايش:
الكويت نجحت في مكافحة الإرهاب
سؤال WHIA من مراسلنا دين عايش: دكتور الشليمي، لقد شاركت في العديد من المشاريع الأمنية والاستراتيجية على المستويين الدولي والإقليمي. كيف تساهم بخبرتك في التخطيط الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب بما يمكن أن يشكل نهجًا راشخًا في الكويت في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية؟
د. الشليمي: أعتقد أن الكويت لعبت دوراً جديراً بالثناء في مكافحة الإرهاب. لقد عملنا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في تحالفات مختلفة، بدءاً من درع الصحراء في عام 1990 وعاصفة الصحراء في عام 1991. وأنا كنت في تامبا – فلوريدا خلال عملية الحرية الدائمة في أفغانستان في عام 2002، وشاركنا أيضاً في عملية تحرير العراق في عام 2003. وقعت الكويت جميع الاتفاقيات والبروتوكولات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بما في ذلك التدابير ضد تمويله وأيديولوجيته، وهو أمر بالغ الأهمية. لقد واجهنا تحديات من الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش لكننا تمكنا من احتوائها من خلال جهود مختلفة، بما في ذلك حملة إعلامية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الجمهور. بشكل عام، الكويت ناجحة للغاية في هذه المعركة.
حربنا على الفساد طالت الكبار
WHIA: بالنظر إلى خلفيتك الأكاديمية والعسكرية الواسعة، ما الذي تعتقد أنه يجب أن يكون على رأس الأولويات بالنسبة للكويت لمعالجة التحديات المحلية والإقليمية؟
د. الشليمي: التحديات والتهديدات هي جزء من حياة أي دولة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. بالنسبة للكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن أحد التحديات الداخلية الرئيسية هو الفساد. وفي حين أن هناك حالات فساد، فهناك أيضًا مساءلة وعقوبات، حيث تمت محاسبة شخصيات بارزة، بما في ذلك قضاة ورجال أعمال وحتى أفراد من العائلة الحاكمة.
التطرف تغذيه الطائفية: يتمثل التحدي الكبير الآخر في مكافحة الاتجار بالمخدرات، وخاصة من إيران والعراق. لقد أحرزنا تقدماً، وخاصة في الاتجار بالمخدرات عبر البحر، لكن تقنيات التهريب الجديدة تستمر في الظهور. التحدي الثالث هو مكافحة التطرف، الذي غالبًا ما تغذيته الطائفية. نؤكد على أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعديل التوازن بين الكويتيين والعمالة الأجنبية. حاليًا، يشكل الكويتيون 33% فقط من السكان، والبقية من العمال الأجانب.
قلقون من برامج إيران التسلحية: على المستوى الإقليمي، تشكل إيران تهديدًا خطيرًا ببرامجها الصاروخية والنووية والطائرات بدون طيار. نحن أيضًا قلقون بشأن المخاطر البيئية المحتملة من المنشآت النووية الإيرانية، والتي تقع بالقرب من المناطق المعرضة للزلازل بالقرب من الخليج العربي. لا يزال الإرهاب، سواء المحلي أو الأجنبي، مصدر قلق، ونحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي لتبادل المعلومات ومواجهة هذه التهديدات بشكل فعال.
الكويت ومجلس التعاون وبروتوكول إعلامي مشترك
ًWHIA: لقد عملت أيضًا كخبير استراتيجي وأمني ومحلل سياسي لوسائل الإعلام الدولية. كيف ترى دور وسائل الإعلام والرأي العام في تشكيل المشهد السياسي في الكويت اليوم؟
د. الشليمي: تلعب وسائل الإعلام والرأي العام دورًا حاسمًا، ليس فقط في الكويت ولكن على مستوى العالم. يمكن للحملات، سواء كانت صحيحة أم لا، أن تؤثر بشكل كبير على الإدراك العام. مع ظهور الذكاء الاصطناعي والاتصال الجماهيري، يمكن أن تنتشر المعلومات المضللة بسرعة، ما يخلق تحديات للحقيقة.
جدير بالذكر أن الكويت ومجلس التعاون الخليجي يعملان ضمن بروتوكول مشترك لمكافحة الحملات السلبية والسوداء. ومن الضروري تثقيف الجيل الأصغر سنًا حول كيفية البحث والتنقل وتقييم المعلومات بشكل نقدي على وسائل التواصل الاجتماعي.
تجربتي الدولية أغنت قدرتي على تقديم المشورة لحكومتي
WHIA: تمتد أوراق اعتمادك الأكاديمية إلى مؤسسات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وقطر. كيف ساهم هذا التعليم المتنوع في تشكيل رؤيتك لمستقبل الكويت من حيث العلاقات الدولية والحوكمة؟
د. الشليمي: تجربتي الدولية لا تقدر بثمن. ساعدني التواصل مع السفارات الأجنبية والسفراء والملحقين التجاريين على فهم سياساتهم وعاداتهم وعمليات صنع القرار، ما سمح لي بتقديم المشورة الأفضل لحكومتي والعمل كجسر للتواصل. يتمثل دوري في تقديم المشورة للحكومة وزيادة الوعي العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
تعزيز التفاهمات الدولية مع الأطلسي وخارجه
WHIA: مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، ما هي توقعاتك للنتائج المحتملة وكيف قد تؤثر على الكويت ومنطقة الخليج؟
د. الشليمي: يراقب العالم عن كثب الانتخابات الأميركية، حيث ستؤثر نتيجتها ليس فقط على الكويت ولكن على العديد من الدول. نحن بحاجة إلى تعزيز شراكاتنا، وخاصة مع الولايات المتحدة، ومواصلة العمل على اتفاقيات مثل اتفاقية وضع القوات (SOFA). يلزم الكويت أيضًا أن تسعى للانضمام إلى التحالفات غير التابعة لحلف شمال الأطلسي وتطوير مشاركتنا الدبلوماسية. يجب أن ينصب التركيز على تعزيز التفاهمات الأفضل، وخاصة في التعامل مع سياسات إيران، والتي هي مصدر قلق بالنسبة لنا.
WHIA: كيف تنظر إلى العلاقات المتطورة بين الكويت والقوى العالمية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا في ضوء المشهد الجيوسياسي المتغير؟
د. الشليمي: خلال الحرب الباردة، كانت الكويت ترتبط بعلاقات محدودة بالاتحاد السوفييتي السابق. والآن، وبسبب بعض سياسات الإدارات الأميركية، فإننا نستكشف التعاون مع الصين وننظر إلى الولايات المتحدة بحذر، وخاصة تحت قيادة الديمقراطيين. نشعر أن النهج الجمهوري يتماشى بشكل أفضل مع قيمنا ومخاوفنا.
WHIA: شكرًا لك دكتور فهد على مشاركتنا بأفكارك وخبراتك اليوم. لقد وفّرت وجهات نظرك فهمًا أعمق للتحديات والفرص التي تواجه الكويت والمنطقة الأوسع. نتمنى لك النجاح المستمر في مساعيك ونتطلع إلى التأثير الإيجابي لمساهماتك على الساحة العالمية. شكرًا لك دكتور فهد باسم البيت الأبيض بالعربية على استضافتي. أقدر جهودك وتفهمك. شكرًا جزيلاً لك.