بلا إسرائيل: الخطة السعودية البديلة
الاستماع للمقال صوتياً
|
أوراق استراتيجية – خاص
بقلم الدكتور تركي فيصل الرشيد
تلعب العلاقات السعودية الأمريكية دورًا حيويًا في تعزيز الاستقرار والتعاون في الشرق الأوسط. ولتعزيز هذا التحالف، تقترح المملكة العربية السعودية خطة بديلة تركز على المصالح المشتركة، دون المشاركة لأطراف معينة.
سيكشف هذا المقال عن أهمية الاتفاق السعودي الأمريكي الذي لا يشمل إسرائيل ويؤكد على ضرورة التعامل مع نهج عملي.
تدرك المملكة العربية السعودية التحديات التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والحالات التاريخية التي تم فيها إبطال الاتفاقيات أو عدم تنفيذها. وعلى الرغم من عدم إحراز تقدم في وقف الحرب على غزة وقضية احتلال فلسطين، فإن الرياض تؤمن بأهمية التعامل مع واشنطن دون تدخل إسرائيلي مباشر. وكانت المملكة العربية السعودية قد قدمت مبادرة السلام العربية مع إسرائيل في عام 2002، وأظهرت التزامها بالسلام الإقليمي حتى قبل وصول حماس إلى السلطة.
تركز الاتفاقيات المقترحة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على التعاون الأمني، وتبادل التكنولوجيا، وحل أوسع نطاقا للشرق الأوسط. وتشمل هذه الاتفاقيات معاهدة دفاع ثنائية، والمساعدة في بناء مفاعل نووي مدني، والتعاون في التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي. والهدف هو تعزيز الشراكة السعودية الأمريكية مع السعي لإيجاد حل للتحديات الإقليمية الأوسع.
واجهت خطة المملكة العربية السعودية لبناء محطة طاقة نووية واسعة النطاق، كجزء من أجندة تنويع مصادر الطاقة، تأخيرات بسبب عدم الاستقرار السياسي في المنطقة. وقد ساهمت الصراعات المستمرة بين إسرائيل والفلسطينيين والدول المجاورة في تمديد الجدول الزمني لشراء مشروع محطة الدويهين النووية. ومع ذلك، فإن الالتزام بتنويع مصادر الطاقة يظل أولوية بالنسبة للمملكة العربية السعودية.
خلال زيارة الرئيس جورج دبليو بوش إلى الرياض في عام 2008، قطعت الولايات المتحدة وعداً تاريخياً بدعم المملكة العربية السعودية في تطوير الطاقة النووية المدنية لأغراض مختلفة، بما في ذلك الطب والصناعة وتوليد الطاقة. ويعكس هذا الوعد الالتزام طويل الأمد بين البلدين.
للمضي قدمًا، تدرس المملكة العربية السعودية خطة بديلة محددة تستبعد التداخل الإسرائيلي. تركز هذه الخطة على التعاون الدفاعي، وبناء مفاعل نووي مدني، والتبادل التكنولوجي. ومن الممكن أن يكون التطبيع الدبلوماسي مع إسرائيل مطروحاً على الطاولة مقابل قبول إسرائيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، على أساس مبادرة السلام العربية لعام 2002.
وفي حين أن التقدم في الاتفاقيات الأمريكية السعودية لا يزال غير مؤكد، فإن إدارة بايدن تنظر إلى التوافق الوثيق مع المملكة العربية السعودية باعتباره فوزًا استراتيجيًا لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في المنطقة. ومع ذلك، قد تنشأ تحديات دون موافقة مجلس الشيوخ ومشاركة إسرائيل، ما قد يؤثر على النجاح الدائم للصفقة. كما أن المخاوف بشأن الالتزامات السعودية بشأن قضايا مثل التوسع الإيراني والمنافسة مع الصين تثير تساؤلات في الكونغرس.
يتطلب المشهد الجيوسياسي المتطور إعادة تقييم التحالفات الدولية، بما في ذلك العلاقة السعودية الأمريكية. تؤكد الخطة الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية على أهمية المصالح المشتركة وموازنة العلاقات مع القوى الإقليمية والعالمية الأخرى. ومن خلال الاعتراف بالديناميكيات المتغيرة والتركيز على الطاقة والاستقرار والنمو الإقليمي، تستطيع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة صياغة شراكة تعمل على تعزيز السلام والازدهار والتنمية المستدامة في المنطقة وخارجها.
عن الكاتب
الدكتور تركي فيصل الرشيد هو باحث مشهور يركز على التحول في المملكة العربية السعودية مع اهتمام كبير بقضايا عدم اليقين والاستدامة. وتتناول أبحاثه التحديات والفرص المستقبلية.@TurkiFRasheed
تتميز الديبلوماسية السعودية بأنها متوازنةوعميقةوذات بعد استراتيجي، وتعود العلاقات الامريكية السعودية إلى أكثر ٧ عقود ، وقد ولدت هذه العلاقة الطويلة ديناميكات وتفاهمات واعراف راسخة في التعامل بينهما، ومهما حصل من اختلاف في وجهات النظر السعودية الامريكية حول قضايا معينة، تعود لتجدد بشكل مستمر، وأنهما لم تصلا إلى درجة القطيعة رغم أسوء ظرفأو أزمة يمكن ان تمر على دولتين ، وهو حدث ١١ سبتمبر وقد تجاوزته الدولتان باقل الخسائر الديبلوماسية وبقيت العلاقة وخطوط التواصل مفتوحة على كل المستويات، وهذا يعود للخبرات السياسية والوزن الديبلوماسي والسياسي للسعودية ،كونها دولة إقليمية ذات وزن دولي عالمي.
اخي الدكتور هذا حلم جميل لكن قليل ما تتحقق الأحلام إلى أمر واقع خاصة ان بها طرف الكيان الصهيوني المحتل و كما تعرف و تتأكد ما حصل بعد تاريخ ٧ اكتوبر رغم من فضاعة الجرائم التي ترتكبها هذا الكيان إلا ان العالم الغربي لم يتحرك لتجريمها إلا بعد مقتل أفراد من جنسيات دول الغربية العاملين في أونروا و آخرين. لذا أمريكا لن تتعاون ابداً في مجال الطاقة النووية مع المملكة لان هذا الكيان لم و لن يسمح بذلك.