هل يعلن ولي العهد السعودي عن صيغة محدّثة لمبادرة السلام العربية؟
بقلم مرح البقاعي / وايتهاوس ان أرابيك - رسالة المحرّر
الاستماع للمقال صوتياً
|
مناورة بحرية ضخمة أجرتها إسرائيل بقيادة الولايات المتحدة، وتمتد على مساحة الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وبحر العرب وشمال المحيط الهندي، بما يغطي الحزام البحري المحيط بدول الخليج مجتمعة، في الثاني من شهر فبراير الجاري.
المناورة ذات طابع دولي اشتركت فيها 60 دولة، وتأتي في خضم توترات متصاعدة في منطقة الخليج إثر الهجمات الصاروخية على الإمارات من قبل جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، وآخرها هجوم تم إحباطه، واستهدف قاعدة الضفرة التي تستضيف القوات الأمريكية.
ومن اللافت أنه، وللمرة الأولى، تنضم إلى مناورة إسرائيلية أميركية مشتركة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وهما دولتان لا تربطها علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، في الوقت الذي تقيم الأخيرة علاقات تطبيع كاملة مع دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
إسرائيل التي تشترك مع دول الخليج بالشعور العميق بالخطر الإيراني الداهم، والذي تحوّل إلى مواجهات عسكرية مباشرة لصد هجمات الحوثيين – الوكلاء الحصريين لمشروع إيران التوسعي في الخليج – تارة على المملكة وطوراً على دولة الإمارات. وهل إسرائيل هي الهدف التالي ولو بأذرع مختلفة لدولة الملالي ووكلائها المنتشرين على شكل ميليشيات مسلحة عابرة للحدود في لبنان أو سوريا أو حتى العراق.
وفي حين وصل وزير الدفاع الاسرائيلي، بيني غانتنس، إلى دولة البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي في زيارة غير معلنة مسبقاً، تم التوقيع على اتفاقية تعاون أمني مع المنامة دون ذكر تفاصيل الاتفاقية.
من أبرز دلالات هذه المناورة العسكرية وتوقيتها الحساس أنها كانت سابقة شاركت من خلالها المملكة العربية السعودية إلى جانب إسرائيل قبل أن ترتبط معها بعلاقات تطبيع واضحة مع كما شقيقتيها الإمارات والبحرين، في حين امتنعت قطر والكويت عن المشاركة وهما دولتان خليجيتان أيضاً لا علاقات قائمة بينهما وبين اسرائيل.
الاحتمال الأكبر إثر هذه المناورة أن نرى تحركاً دبلوماسياً نشطاً لإعادة إحياء مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في العام 2004 ولكن بعد إجراء بعض التعديلات على بنودها لتتماشى مع الوضع الإقليمي المتطور منذ ذلك الحين حتى اليوم، والذي بدا متقدماً في المعطى والظرف التاريخي لا سيما بعد توقيع الاتفاق الإبراهيمي بين إسرائيل ودولتي البحرين والإمارات العربية المتحدة.
نأمل فعلاً إعادة إحياء مبادرة السلام العربية ونشجّع عليه، وقد يكون التوقيت هو الأمثل لتخرّك المملكة العربية السعودية في هذا الاتجاه.