آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي

هل نقترب من خيار دولي يدعم اسرائيل في الحرب؟

الاستماع للمقال صوتياً

كتب المحامي ادوار حشوة

مقال الرأي – وايتهاوس إن أرابيك

لا شك أن المفاعلات النووية في إيران بهدف إنتاج الكهرباء وللأغراض السلمية شيء، واستخدامها لإنتاج سلاح حرب مدمر شيء آخر.

كل الدول الكبرى كالولايات المتحدة والصين وفرنسا وانكلترا وروسيا امتلكت كميات من القنابل النووية وطورتها إلى هيدروجينية كسلاح ردع متقابل ساهم بلا شك في منع حروب عالمية. ودول أخرى قادتها خلافاتها إلى إنتاج قنابل نووية محدودة كالهند وباكستان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية كسلاح ردع.

أما في الشرق الشرق الأوسط، فوحدها اسرائيل سعت إلى هذا السلاح، وبكميات.

رغم توفر الإمكانات المالية والعلمية لم تذهب الدول العربية إلى سباق تسلح نووي، ولم يرغمها وجوده لدى اسرائيل على الاستسلام.

بعد أن “ركبت” إيران قضية تحرير فلسطين لكي تتسلل بثورتها إلى الجوار العربي، بنت المفاعلات وهدّدت علنا بإزالة اسرائيل في غوغائية تشبه “إلقاء اليهود في البحر”!

بالمقابل، اسرائيل ادّعت أن امتلاك إيران السلاح النووي يشكل خطرا على وجودها وعلى العالم، لأن قرار استعماله لا يمر عبر مؤسسات دولة، بل على زناد رئيس متهور، الخوف الاسرائيلي ليس من وجوده إذا وجد، بل من لا معقولية استخدامه.

الولايات المتحدة، وتفاديا لحرب مع إيران في مناطق النفط، ذهبت مع الاتحاد الاوروبي إلى توقيع الاتفاق النووي، متضمنا حق إيران في امتلاك مفاعلات للأغراض السلمية وتحت مراقبة دولية وتفتيش مستمر وكاميرات دائمة. وحدد الاتفاق مدة زمنية لحظر إنتاج إيران للسلاح النووي.

بالرغم من كل تلك المراقبة، ومن توقيعها على الاتفاق، ظلت إيران تطلق التهديدات بإبادة اسرائيل – على غرار بعض التصريحات الشعبوية العربية – الأمر الذي جعل اسرائيل تفقد ثقتها بجدوى الاتفاق ورفضته واستعملت كل مجموعات الضغط لإقناع الرئيس ترامب بإلغائه منفردا عن شركائه، وأدى بالمقابل إلى استئناف إيران لمشروعها في الوصول إلى السلاح النووي.

أما الرئيس بايدن، فقد ندّد في حملته الانتخابية بتصرف ترامب وتسرّعه في إلغاء الاتفاق لأنه سمح لإيران أن تصعّد عملياتها دون مراقبة كانت متوفرة، لأن العقوبات ليست رادعا لا يمكن تجاوزه. ووعد بإعادة الاتفاق بشروط مراقبة فعالة ولمدة طويلة.

وجهة النظر الأميركية تعتمد على أن ضرب اسرائيل للمفاعلات الإيرانية سيسبب حربا في الشرق الأوسط كله، وفي مناطق النفط، ويقطع إمدادات الطاقة، ويخلق أزمات اقتصادية في العالم.

اسرائيل سعت وتسعى إلى تشكيل جبهة دولية لدعم الحرب على إيران، بالتوازي مع الضغط لعدم تجديد الاتفاق معها.

فشلت كل الجهود لإعادة الاتفاق بسبب التصلّب الإيراني مدعوما من روسيا والصين، وبسبب تحوّله الى مسألة داخلية أميركية تطال الانتخابات النصفية القادمة وتهدد بفشل الحزب الديمقراطي فيها.

تولت اسرائيل إقناع الاتحاد الأوروبي بتأجيل العودة إلى الاتفاق، والذهاب إلى جبهة الحرب. وتولّى اللوبي الصهيوني مهمة الضغط لتحويل الولايات المتحدة باتجاه خياري التأجيل والحرب أيضا.

بكل المقاييس، هناك احتمال جدّي أن لا يتم توقيع الإتفاق في الزمن المنظور، في حين تقترب المنطقة من خيار دولي لدعم اسرائيل في الحرب على إيران على غرار ما يجري في أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى